حديث بسم الله تربة أرضنا بالكامل وشرح معناه

دليل المسلم- مستجاب

وردت الكثير من الأدعية والأحاديث حول رقية المريض، ومن هذه الأحاديث حديث بسم الله تربة أرضنا، فهل هذا الحديث صحيح ووارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهل هو من أحاديث رقية المريض، وما هو نص حديث بسم الله تربة أرضنا بالكامل؟

وسوف نفصل إجابة كل هذه التساؤلات في هذا الموضوع حول حديث بسم الله تربة أرضنا ونوضح مدى صحته ونصه بالكامل ومعناه، بالإضافة إلى بيان حكم التداوي بالريق والتراب.


حديث بسم الله تربة أرضنا بالكامل



ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هديث بعنوان: بسم الله تربة أرضنا، وسوف نوضح النص الكامل للحديث بالإضافة إلى شرح معناه كما قال العلماء.

نص حديث بسم الله تربة أرضنا:

"عن عائشة -رضي الله عنها: أن النبي ﷺ كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة، أو جرح، قال النبي ﷺ بأصبعه هكذا، -ووضع سفيان بن عيينة وهو راوي الحديث سبابته بالأرض ثم رفعها، وقال: بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى سقيمنا، بإذن ربنا.. متفق عليه.

اقرأ أيضا: دعاء للأم بالشفاء مستجاب.. اللهم اشف أمي شفاء لا يغادر سقما


ما معنى حديث بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا؟



معنى الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ من ريقه على إصبعه ووضعه على التراب ثم مسح مكان الألم.

ولقد شرح ذلك الإمام النووي رحمه الله وغيره من العلماء، قائلا إن النبي وضع إصبعه في فمه وأخذ من ريقه، ثم وضع هذا الإصبع على التراب، فتعلق بعض التراب بإصبع النبي المبلول من ريقه، ثم مسح النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الإصبع الذي تعلق به التراب مكان الألم أو موضع العلة أو الجرح، وردد ما ذكرناه في الحديث.


هل يجوز الرقية بالريق والتراب



هذا الحديث كما قال القرطبي في دليل على جواز الرقية من الألم بالطريقة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم.

ويمكن للمريض أن يبلل إصبعه ويضعه على التراب ويقول: بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى سقيمنا، بإذن ربنا.

ويقول القرطبي أيضا أن هذه الطريقة كانت شائعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.


الرقية بالتراب من الأورام



ويظن البعض أنَّ هذا الحديث ذكر لرقية الشخص المصاب بالورم فقط، أو يستخدمه البعض على أنَّه لرقية الأورام، ولكن لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحاديث متعلقة برقية مرضٍ ما بعينه كالورم مثلاً، ولكن يرقى كما يرقى غيره من الأوجاع، كما جاء عن رسول الله فيما ذُكر أعلاه.


هل حديث بسم الله تربة أرضنا صحيح؟



هذا الحديث صحيح، وذهب الجمهور إلى جواز الرقية من كل داء يصيب الإنسان، بشرط أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بإذن الله تعالى وقدرته.

ومن ذلك ما جاء عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، قال: " - أتاني رسولُ اللهِ وبي وجَعٌ قد كاد يُهلِكني فقال رسولُ اللهِ امسحْ بيمينِك سبعَ مراتٍ ثم قُلْ بعزَّةِ اللهِ وقُدرتِه من شر ما أجد وأحاذر" قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم". رواه أبو داود وغيره.


كيف كان الرسول يعالج نفسه بالتراب؟



وفي هذا الحديث يروي عثمان بن أبي العاص الثَّقفيُّ رضي الله عنه أنّه شكا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجعًا يؤلم جسده منذُ أسلم، فأمره صلَّى الله عليه وسلم أن يضع يده على ما يؤلمه من جسده، ويقول: "باسم الله" ثلاث مرَّات، وأن يقول سبع مرات: "أعوذ بالله وقدرنه»، أي: ألتجئُ وأعتصم وأتحصن بالله وقدرته "من شرّ ما أجد" وأشعر به من الوجع في الوقت الحاضر من الألم "وأحاذر" أي: وممَّا يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن والخوف، أو من أن يستمر هذا المرض وينتشر ألمه بالجسد، وظاهر هذا الدعاء أنَّه لكل ألم من الآلام الَّتي بالأعضاء.


التداوي بالريق والتراب



وأما كيفية الرقية عنه صلى الله عليه وسلم فهي كما جاءت في رواية أبي داود وهي أن يأخذ من ريقه على إصبع السبابة منه ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا القول في حال المسح، والله أعلم.




  • الزيارات : 573
  • المشاهدات : 530
  • Amp : 109
i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X