حكم قيادة المرأة للسيارة والدراجة النارية والهوائية.. هل هي حرام؟

الشريعة الإسلامية، من أعظم الشرائع التي أنزلها الله سبحانه وتعالى إلى الأرض، لتكون حكماً بين الناس، وموجهاً لهم في طريق الخير، حتى يصلوا إلى جنة ربهم يوم القيامة، ومن أعظم ما في هذا الدين الحنيف، هو المرونة التي يتمتع بها في فتح باب الاجتهاد لعلماء الأمة للتعامل مع القضايا الفقهية المعاصرة والأحكام المستحدثة التي تطرأ يوماً بعد يوم، مثل حكم قيادة المرأة للسيارة والدراجة النارية.

حكم قيادة المرأة للسيارة

اختلف أهل العلم المعاصرون في حكم قيادة المرأة للسيارة، وأغلب أهل العلم على أن قيادة المرأة للسيارة هو أمر جائز شرعاً ولا حرج فيه، ويتأكد جوازه إذا لم يكن لدى المرأة من يقود هذه السيارة، مثل الإبن أو الزوج أو الأخ.

وقاس العلماء الذين قالوا بجواز قيادة المرأة للسيارة، بجواز ركوبها الدابة، فالسيارة أستر لها وأحفظ لها، فهي تغطيها من أعين الناس، بخلاف الدابة التي تجعل المرأة ظاهرة بشكل واضح أمام المارة.

قد يهمك: حكم خدمة المرأة لزوجها ولأهل زوجها بالتفصيل

حكم قيادة المرأة للسيارة هيئة كبار العلماء

تحدثت هيئة كبار العلماء عن حكم قيادة المرأة للسيارة من حيث درء المفاسد وجلب المصالح.

وتحدثت هيئة كبار العلماء، عن بدائل عدم قيادة المرأة للسيارة، فوجدوا أن الأمر فيه من المشقة والمخالفات الشرعية أكثر من قيادتها للسيارة.

فمثلاً، إذا افترضنا عدم جواز قيادة المرأة للسيارة، فما هو بديل هذا الأمر؟، في حال لم يكن لدى المرأة من محارم يقودون سيارتها.

اقرأ أيضا: دعاء التوبة من الشهوات وتحصين النفس من الوقوع في المعاصي

البديل سيكون هو ركوب سيارة خاصة مع سائق، وهو ما يحدث معه خلوة بين رجل وامرأة، وهي مضطرة إليه، كما أن من بدائل عدم قيادة المرأة للسيارة هو ركوبها للمواصلات العامة، ويصادف أحياناً جلوسها إلى جانب الرجال.

ولهذا قالت هيئة كبار العلماء بجواز قيادة المرأة للسيارة درءاً لهذه المفاسد، ويكون الحكم هو الإباحة شرعاً، في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية للحفاظ على صيانة المرأة واحترامها.

حكم قيادة المرأة للدراجة

الدراجة الهوائية، هي وسيلة من وسائل النقل، وهي رياضة في حد ذاتها، إضافة إلى استخدامها كوسيلة نقل في كثيرٍ من الأحيان كغيرها من وسائل النقل الأخرى.

وقد تحدث العلماء عن هذه المسألة فقالوا، إن هناك حديثاً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يمتدح المرأة التي تركب الإبل باعتبارها وسيلة للنقل وكانت تركبها النساء حتى في وقت الحرب وفي أسفارهن مع رجالهن.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه لزوج في ذات يده. أي في ماله.

أما رأي العلماء فيرون بجواز ركوب المرأة للدراجة الهوائية، ما التزمت بحجابها ولباسها الشرعي دون تبرج أو سفور، فإذا حدث غير ذلك فإنه محرم، وتكون الحرمة بالتبرج وليس بقيادة الدراجة.

ذات صلة: هل يجوز أداء العمرة بدون محرم للمرأة؟ تفصيل الحكم والضوابط الشرعية

حكم قيادة المرأة للدراجة النارية

لا يختلف حكم قيادة المرأة للدراجة النارية، عن حكم قيادة المرأة للدراجة الهوائية، فأهل العلم أقروا بجواز قيادة المرأة للدراجة النارية إذا ما التزمت بزيها الشرعي، وسترت مفاتن جسدها عن أعين الناس.

ولكن إذا حدث ما هو مخالف للشرع في زيها، فسيكون الأمر أكثر لفتاً للنظر عن غيره من وسائل النقل الأخرى، إذ أن قيادة الدراجة النارية ستكون واضحة وظاهرة أمام أعين المرأة عن غيرها من وسائل النقل الأخرى كالسيارة.

اقرأ أيضًا: حكم إزالة الشعر بين الحاجبين للرجل والمرأة.. الرأي الراجح

هل قيادة المرأة حرام شرعاً؟

من خلال البحث والتدقيق ومراجعة أراء أهل العلم، حول سؤال، هل قيادة المرأة حرام شرعاً؟، اتضح أن أهل العلم قالوا بجواز قيادة المرأة، وأنها ليست من الأمور المحرمة، واستدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في مدح النساء اللاتي يركبن الإبل.

واشترط أهل العلم أن تلتزم المرأة بستر جسدها ومفاتنها عن الناس، والتزامها بالحجاب الشرعي الذي أمرها به القرآن الكريم.




  • الزيارات : 282
  • المشاهدات : 283
  • Amp : 3

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X