حكم صلة الرحم الغير مسلمة بالمال.. هل هي جائزة؟

وردنا سؤال نصه حكم صلة الرحم الغير مسلمة بالمال أجائز أم واجب أم مكروه؟ والذي يظهر أنه من بعض طلاب العلم الذين يدرسون الأحكام المتعلقة بصلة الرحم.

وصلة الرحم من أجلّ الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم، وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث، وبيّن لنا منزلتها عند رب العالمين.

ويبين موقع مستجاب حكم صلة الرحم الغير مسلمة بالمال، مع بيان لفضائل صلة الأرحام في الإسلام من سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه.

جُعل وصل الأرحام من محاسن الأخلاق التي جاء بها رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى البشرية كافة، والتي هي أثقل شيء في الميزان عند الله يوم القيامة، وجاء ذلك فيما رواه أبو داود في سننه والبيهقي في السنن الكبرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذئ".

وعن صلة الرحم، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منه قالت الرحم، هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك، قال رسول الله فاقرأوا إن شئتم قول الله: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم".

ويقال عن الشخص الذي يصل رحمه الواصل، أي الشخص الذي يتعهد أهل رحمه بالمال أو بالخدمة أو بالزيارة أو بالمراسلة أو بالكلام أو بالسلام أو بكل ذلك، حتى ولو كانوا يقطعونه، فقد روى البخاري عن النبي أنه قال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها".

ووصل الرحم يورث العبد تأخيرا في أجله وبسطا في رزقه وورد عليهما الدليل في أحاديث ثابتة عن الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

ذات صلة: حكم قول صباح الخير ومساء الخير للمسلم وغير المسلم

الجواب أن صلة الرحم غير المسلمة بالمال جائز، ولكن وصلهم في العموم ليس بواجب، إلا أن للوالد حكم خاص في تلك المسألة، فيجب وصل الأب والأم حتى إن كانا على غير ملة الإسلام، والدليل على هذا قول الله عز وجل: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا" سورة لقمان الآية 15.

قد يهمك: حكم دخول غير المسلمين مكة والمدينة.. هل الخادمة استثناء؟