حكم الوضوء بالمناكير.. حالات يجوز فيها وحالات تبطل الوضوء والصلاة

يتكرر السؤال عن حكم الوضوء بالمناكير، حيث طلاء الأظافر واحد من أشهر أدوات الزينة عند النساء، وحينما يغطي الظفر يمنع وصول الماء إليه، فهل لا يصح الوضوء عند وضعه في كل الحالات أم أن هناك استثناءات؟

والمعلوم أن الطهارة شرط من شروط صحة الصلاة، فإذا لم يتطهر المسلم ويتوضأ وضوءا صحيحا لا تصح صلاته عند جمهور أهل العلم وعليه إعادة الصلوات التي صلّاها بعد هذا الوضوء.

وأركان الوضوء بينها غسل اليدين إلى المرفقين، وأوضح الفقهاء أن ضابط الغسل أن يصل الماء إلى البشرة، فإن وجد ما يمنع ذلك يبطل الوضوء والصلاة المبنية عليه كذلك.

ويفصل موقع مستجاب حكم الوضوء بالمناكير، مع الإجابة على الأسئلة المرتبطة كالحكم فيمن توضأت بالمناكير ناسية، والحكم فيما يعرف باسم المناكير الإسلامي، وهل نسيان المرأة يجعل الوضوء صحيح؟ وهل يبطل المناكير الوضوء؟

أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الدكتور أحمد ممدوح، له تفصيل في تلك المسألة، فأشار أولا إلى آية الوضوء في سورة المائدة، مؤكدا أن غسل الأيدي إلى المرافق من أركان الوضوء.

وقال إن غسل الأيدي يستدعي أن يعم ما يصدق عليه اسم اليد من أطراف الأصابع حتى المرفق، فإن وجد على اليد ما يحول دون وصول الماء إلى جزء من أجزاء اليد لا يحصل الغسل بتمامه، وهو الحاصل في وضع طلاء الأظافر، إلا ما كان لا يصنع جسما على الجلد كالحناء.

وأشار إلى وجود حل علمي في ظل التقدم في إنتاج المواد التجميلية يمكنها من الاستمتاع بهذه الزينة في الحدود المسموح لها بها بما لا يؤثر على صحة بدنها وصحة عبادتها، وهي مواد لا تمنع نفوذ الماء، فإن تحقق ذلك يصبح وضوء المرأة صحيحا وهي تضعه ولها أن تصلي وصلاتها صحيحة.

والتعرف على هذا النوع من المستحضرات سهل، إذ تكتب الشركات المصنعة لها على العبوة أنها "breathable"، ويمكن اختباره بوضع بعض منه على منديل وتمرير الماء عليه، فإن ابتل من الأسفل دلّ على نفوذ الماء.

ذات صلة: حكم المايكروبليدنج للحواجب.. هل يجوز للعزباء والمتزوجة؟

هناك حكم خاص من أحكام الوضوء يسمى المسح على الخفين، فيجوز للمسلم أن يتوضأ ثم يلبس الجورب، وما دام في حالة طهارة من الحدثين يشرع له أن يمسح على الخف أو الجورب ليقوم مقام غسل الرجلين، وهو خاص بالأقدام فقط.

وتسأل مسلمات إن كان طلاء الأظفار يأخذ نفس الحكم، بأن تتوضأ المرأة وضوءها للصلاة، ثم تضع هذا الطلاء، وتريد أن تكرر الوضوء للصلوات التالية بأن تمسح عليه.

والجواب على هذا بأنه لا يجوز بالاتفاق، ولا خلاف بين أهل العلم أن هذا لا يأخذ حكم المسح على الخف، فهذه رخصة جاءت في موضع معين بنص القرآن، إذ يقول الله سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين" سورة المائدة الآية 6، فالمسح على الرجلين جاء به نص القرآن.

وفي حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأهويت لأنزع خفيه فقال: "دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين" فمسح عليهما. فقلت يا رسول الله: أنسيت؟ فقال: "بل أنت نسيت، بهذا أمرني ربي"، فدل هذا على أن الحكم يتعلق بما جاء الإذن بمسحه وهو القدمين، أما ما عداهما فلا.

وهذه المسألة مؤثرة لأنه لم يحصل ما أمر الله تعالى به وهو الغسل، ولما يوضع هذا الطلاء على أطراف الأظافر يمنع تحقيق الغسل المأمور به، والتطهر يوجب إزالة ما وضع على الظفر، إذا حكم الوضوء بالمناكير على طهارة لا يصح.

اقرأي أيضا: حكم صبغ الشعر أسود للنساء.. الراجح من الآراء بالدليل والسبب

لا خلاف على أن المناكير الذي يمنع وصول الماء إلى الأظافر يبطل الوضوء، لكن إذا نسيت امرأة أنها تضعه ولاحظت أنها نسيت التخلص من إزالة طلاء أظافر يدها بعد أن توضأت فعليها إزالته، وإذا كانت الأعضاء رطبة لا تعيد الوضوء، فتغسل هذا الموضع، وعليها مسح الرأس وغسل الرجلين؛ لأن الموالاة أي الترتيب من الواجب في الوضوء، بعكس الغسل يمكن أن تكتفي فيه بغسل الموضع فقط لأنه لا يشترط فيه الموالاة.

قد يهمك: حكم تشقير الحواجب بالليزر وهل هو من النمص؟

ترد أسئلة مؤخرا بشأن حكم الوضوء بالمناكير الإسلامي، وعلماء الفقه المعاصرين على خلاف مع تلك التسمية بإقران هذا النوع من الزينة بالإسلام.

ويقصد بالسؤال استعمال المناكير المصنوع من مادة لا تمنع وصول الماء إلى العضو، وكما بيّنا سابقا، للمرأة أن تستعمله، حيث يتحقق منه المطلوب لصحة الوضوء.

تحدثنا أن على المرأة إزالة الطلاء عن أظافرها قبل الوضوء، فإذا لم تجد المادة التي تزيله فعليها أن تجرب كل الطرق الممكنة بما هو متاح عندها، ولو بقي منه شيء يسير فلا شيء عليها إن شاء الله تعالى، وألحقه العلماء بحكم عمال دهان الأخشاب الذين لا يتمكنون من رفع كل آثار الطلاء عن أيديهم، والله تعالى أعلى وأعلم.

المناكير الشفاف الذي يستخدم للزينة يأخذ حكم طلاء الأظافر الملون، فالضابط في المسألة وصول الماء إلى موضع الغسل، فإن أحدث طبقة ولم ينفذ من تحته الماء فالوضوء معه غير جائز.

أما استخدام المناكير الشفاف الطبي العلاجي فقال العلماء إنه يأخذ حكم الجبيرة إذا خيف بضررها ضر لا تنزع، طالما أن الطبيب قال بضرورة وجودها لفترة معينة لصحة الجلد أو الجسم عامة.

شاهدي أيضا: حكم تنظيف الحواجب وتهذيب الشعر الزائد ومعنى النمص

السؤال عن هل المناكير يبطل الوضوء أم لا مبحث مختلف، فهذا خاص بإن وضعت المرأة الطلاء بعد أن توضأت ثم أرادت الصلاة، والجواب هنا أنه ليس مما يبطله.