معنى الدور في حديث عائشة أمر ببناء المساجد في الدور

علمنا النبي صلوات الله وسلامه عليه أي الأماكن أفضل لبناء المساجد، فيما نقلته عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور، فما هي الدور المقصودة هنا؟

وفي الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وأبو داود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب".

ويوضح موقع مستجاب معنى الدور في الحديث عن عائشة رضي الله عنها، وشرح كامل للحديث النبوي الشريف، والدروس المستفادة منه.

الدور جمع دار، وفسرت بتفسيرين، التفسير الأول أنها البيوت، أي أمر ببناء المساجد في البيوت، والتفسير الثاني أن الدور تعني الأحياء، فقد كانت العرب تسمي الأحياء دار بني فلان، ومثله في القرآن قوله جل جلاله: "فأصبحوا في دارهم جاثمين"، والدار هنا مقصود به الحي الذي يقطنه القبيلة.

وهذا التفسير الثاني هو الأقرب؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أمر ببناء المساجد في الدور أي الأحياء، ولذلك في المدينة المنورة كان مسجد النبي عليه وآله الصلاة والسلام في حي بني النجار، ثم بعد ذلك كانت هناك مساجد أخرى في أحياء الأنصار عليهم رضوان الله، ومنها مسجد بني معاوية، ومسجد قباء في دار بني عمرو بن عوف، وكان هناك مسجد بني ثعلبة ونحو ذلك من المساجد التي بنيت في يثرب.

أما في البيت فيستتحب للإنسان أن يتخذ موضعا للصلاة، أي لصلاة نافلته؛ والسبب قال فيه العلماء أنه من ناحية نفسية أدعى لإقامة الصلاة على أفضل وجه، فأنت حين تدخل المطبخ تشتهي الطعام، وكذلك لو أن الإنسان دخل مكتبته يشتهي القراءة، وكذلك إذا دخل للموضع الذي اتخذه مصلى يشتهي الصلاة.

ويسمى ذلك الموضع مسجدا من الناحية اللغوية؛ لأنه مكان للسجود لله عز وجل، وأمر النبي أن تتخذ المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب، والتطييب يكون بالبخور ونحوه، وقد ورد في الحديث الآخر "وأن نجمرها للجمع"، أي تبخر بما كان رائحته طيبة.

ذات صلة: معنى لا ينهزه إلا الصلاة في حديث صلاة الرجل في جماعة

واتخذ من هذا الحديث فوائد منها وجوب تعظيم شعائر الله عز وجل، ومن هذه الشعائر المساجد، والفائدة الثانية فضل بناء المساجد وأنه من القربات، ثم ثالثا لا مانع من تسمية المسجد باسم شخص أو جماعة، ويدل على ذلك الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة في مسجدي هذا"، فنسب المسجد إلى نفسه.