حكم جوزة الطيب في الطعام أو القهوة.. هل تحرم وهل تعتبر مسكرة؟

قليلا ما تجد مسلما لا يسأل عن حكم جوزة الطيب، حيث ينصح المتمرسون في الطهي باستخدام هذا النوع من البهار، حيث أنه يعطي رائحة ونكهة طيبة للأكل.

وجوزة الطيب هي نواة الثمرة التي تستخرج من نبات شجري يزرع في المناطق الاستوائية، شكلها بيضاوي، وقد تستعمل كبهار منفردة أو ضمن مجموعة بهارات، وتستعمل في التداوي لبعض أمراض البطن، وزيتها يصنع منه مراهم لبعض مشاكل العظام.

ويبين موقع مستجاب الحكم الشرعي في استخدام جوزة الطيب في الطعام أو المشروبات، بأدلة العلماء والعلة من القول بحرمتها أو حلها.

حكم جوزة الطيب في الطعام

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.

الجواب: المتقرر عند العلماء في باب الأطعمة هو ما قرره ربنا تبارك وتعالى في قوله "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"، فجميع المطعومات أنها إذا كانت موصوفة بأنها من الطيبات فإنه تعتبر حلالا، أما الخبائث من المأكولات والمشروبات فإنها توصف بأنها حرام.

والمقرر عند الفقهاء أن الأصل في الطعام الحل والإباحة إلا بدليل، فمن حرم نوعا من المطعومات والمشروبات فإنه مطالب بالدليل الدال على هذا التحريم؛ لأنه مخالف للأصل.

والمعلوم أن شجرة جوزة الطيب معروفة منذ قديم الزمان، وقد كانت تستخدم ثمارها كنوع من البهارات التي تعطي للأكل رائحة زكية، واستخدمها قدماء المصريين للأورام وبعض الآلام في المعدة وطرد الريح وغيرها.

وقد اختلف أهل العلم في حكم جوزة الطيب، فالجمهور ذهبوا إلى حرمة استخدام هذه الجوزة، وبعضهم ذهبوا إلى جواز استعمال القليل منها إذا كانت مغمورة مع غيرها من المواد.

وأفتى جمع من أهل العلم رحمهم الله تعالى بأن العلة في تحريم أكل جوزة الطيب أنها من المسكرات، فإذا تناول الإنسان منها مقدارا كثيرا فإنه يصاب ببعض الدوار، أي ببعض التخمير والإسكار، وأثبته بعض الأطباء.

وبناء على ذلك فالمتقرر عند العلماء أن كل ما كان مسكرا يحرم كثيره وقليله، والدليل على هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أسكر كثيره فقليه حرام"، والعلماء على أن ما حرم بعضه حرم كله إلا ما ورد فيه دليل.

والعلة الثانية في تحريم سدا لذريعة تجاوز الناس من استعمال القليل منها إلى استعمال الكثير، فإن سد الذرائع ربع الدين، وهو قاعدة وأصل من قواعد الإسلام، فإذا ثبت عند العلماء أن جوزة الطيب كثيرها مسكر ومضر يكون قليلها حراما، فلا يجوز استخدامها.

ذات صلة: حكم أكل التمساح.. الفصل في هل لحمه يجوز وحلال أم حرام

حكم جوزة الطيب دار الإفتاء

أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الدكتور محمود شلبي، قال في إجابته على سؤال حول حكم استعمال جوزة الطيب في الطعام، إن الشرع الإسلامي نهى عن كل مسكر وكل مفتر، وقال ما أسكر كثيره حرم هو وقليله.

وأضاف: إذا نظرنا إلى جوزة الطيب نرى أنها من قبيل المفتّرات وليست من المسكرات، والمفتر الذي يحرم منه هو القدر الكبير الذي يتأتى منه التفتير، والدار ترى أن استعمالها في الأكل بقدر قليل لا بتأتى معه التفتير جائز ولا شيء فيه.

اعرف أيضا: حكم أكل الضفدع.. رأي المذاهب الأربعة وسبب التحريم

حكم جوزة الطيب في القهوة

لمن يسأل هل جوزة الطيب محرمة شرعا عند وضعها في مشروب القهوة، نقول إنه لا يختلف حكم جوز الطيب إن وضع في أنواع الطعام أو الشراب المختلفة، أو كان وحده أو تم طحنه ووضع بين التوابل، فهو مما لا نص فيه في الكتاب أو السنة.

والقاعدة التي يؤخذ بها في حكم استخدام جوزة الطيب، هي ما في السكرات، فإن ثبت أنها تسكر ولو قليلها في من المحرمات، وإن كانت على خلاف هذا فلا حرج فيها.

حكم جوزة الطيب في المذاهب الأربعة

حكم جوزة الطيب عند المالكية والشافعية الذي أفتى به المتأخرون منهم نقله عنهم ابن الحجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى أنهم حرموها واعتبروها من المسكرات، ووافقهم إمام متأخري الحنابلة ابن تيمية، وعندهم جوزة الطيب حرام.

وتدعي بعض الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي فتاوى عن حكم تنسبها إلى اللجنة الدائمة وإلى الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، وبالبحث لم نجد لهم رأيا في تلك المسألة، ويكتفى بما نقلنا إن شاء الله تعالى.




  • الزيارات : 2594
  • المشاهدات : 2737
  • Amp : 0

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X