ضوابط علم التفسير.. شرح الضوابط الستة وأمثلة عليه من القرآن

لعلم التفسير ضوابط؛ لأن التفسير المقبول الذي يؤخذ به له معايير تجب مراعاتها والاعتناء بها حتى لا يكون التفسير قولا على الله عز وجل بدون علم، وهو خطأ كبير نعوذ بالله منه.

ويدخل ممن لم يلتزم بضوابط التفسير في قول الله تعالى: "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته"، فكل راغب في أن يكون مفسر للقرآن يجب أن يعلم تلك الضوابط؛ لأن مخالفها توعده الله بالعذاب الشديد.

ويعرض موقع مستجاب ضوابط علم التفسير، ومعنى كل معيار وضابط، ومثال عليه من القرآن الكريم، وما يخالف كل ضابط والرد عليه من أقوال أهل السنة والجماعة.

ضوابط علم التفسير


أولا: سلامة العقيدة: التفسير المقبول هو ما كان موافقا لعقيدة سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام، ومن كانت عقيدته باطلة قد يحرف كلام الله تعالى كما يعتقد هو.

وقد وقع بعض المتأخرين من المفسرين في أخطاء عظيمة بسبب سوء معتقدهم، ولهذا قاموا بحمل بعض ألفاظ القرآن على عقائدهم الفاسدة، مثل تفسير قوله تعالى "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" من قبل أهل البدع على أنها تنظر إلى ثواب ربها، أما أهل السنة والجماعة يفسرونها أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.

ثانيا: حمل كلام الله على الحقيقة: من ضوابط علم التفسير الهامة، حيث يجب على المفسر أن يحمل نصوص القرآن الكريم على حقيقتها وظاهرها اللائق بالله تعالى، وأن لا يعدل عنها إلا ببرهان؛ لأن الأصل في الكلام حمله على حقيقته وليس على المجاز.

مثال ذلك قول الله تعالى: "وجاء ربك والملك صفا صفا"، فحملها على الحقيقة عند أهل السنة والجماعة أن الله يجيء مجيئا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، أما أهل البدع تركوا المعنى الحقيقي وظنوا ظن السوء وأرادوا نفي هذه الصفة، وقالوا إن المعنى وجاء أمر بك.

ثالثا: الاعتماد على أصح طرق التفسير: إن أصح الطرق التي يعتمد عليها المفسر أربعة:

  1. تفسير القرآن بالقرآن: مثل "وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل"، فقد جاء تفسير السجيل بالطين في قوله تعالى "لنرسل عليهم حجارة من طين".
  2. تفسير القرآن بالسنة: مثل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" النبي صلى الله عليه وسلم فسر لنا معنى القوة كما جاء في حديث بن عامر أن رسول الله قال: "ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي".
  3. تفسير القرآن بأقوال الصحابة: مثل "ومن الماس من يشتري لهو الحديث" قال ابن مسعود رضي الله عنه إن لهو الحديث هو الغناء.
  4. تفسير القرآن بأقوال التابعين: مثل "يؤمنون بالجبت والطاغوت" قال مجاهد الجبت السحر والطاغوت الشيطان.

ذات صلة: ما هي المراحل الرئيسية لنشأة علم التفسير؟ الجواب بالشرح المفصل والأدلة

رابعا: معرفة لغة العرب ومعاني الألفاظ ومن ذلك مراعاة سياق الآية: يجب على المفسر أن يراعي سياق الآية وأن يربط الآية بالآيات التي قبلها وبعدها؛ لأن مراد المتكلم لا يظهر إلا من خلال سياق كلامه.

ومثال ذلك قوله تعالى "خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم"، فكلمة العزيز الكريم هي كلمة مدح وثناء إن تم النظر لها منفردة، ولكن السياق دل على أن هذه الآية جاءت على سبيل التحقير والإذلال.

خامسا: مراعاة دلالات الألفاظ ولوازمها: يجب على المفسر أن يراعي دلالات الألفاظ وما تضمنته من المعاني وما فيه من لازم؛ لأن في القرآن معان تضمنتها الآيات نصا، وهناك معان دلت عليها عن طريق الالتزام والتضضمن، فمراعاة ذلك توصل المفسر إلى الدقة في فهم كتاب الله وما دل عليه من معان وأحكام.

من أمثلة ذلك قوله تعالى "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" فقد دلت الآية نصا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن لوازم ذلك أن يكون الآمر عالما بالمعروف والمنكر، وأن يكون عالما بمراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لا يؤدي ذلك لمفاسد أكبر.

قد يهمك: مصادر التفسير بالمأثور

سادسا: معرفة معاني الأفعال من خلال ما تتعدى به: إن الفعل في اللغة العربية يختلف معناه بحسب ما يتعدى به، مثل الفعل استوى إذا عدي بعلى له معنى وإذا لم يعد له معنى آخر.

للتوضيح أكثر انظر للآيتيت: "ثم استوى على العرض" و"ولما بلغ أشده واستوى"، في الأولى الفعل متعدي فصار معنى استوى أي علا وارتفع، أما الثانية غير متعدي معناها أي تكامل عقله.




  • الزيارات : 567
  • المشاهدات : 578
  • Amp : 0

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X