حكم تأخير صلاة العشاء بعذر أو بدون عذر لمنتصف الليل أو قبل الفجر

يحصل أن يتأخر مسلم عن أداء صلاة العشاء في وقتها إما لانشغاله ببعض الأمور الدنيوية أو عن تكاسل أو نوم أو حتى لأنه نسي، فما الحكم الشرعي في هذه الحالة؟ وكيف يؤديها بعد أن تأخر عن صلاتها في الوقت المعتاد لها؟

والصلاة لها شأن عظيم في الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ويعلم كل المسلمون ممن لديهم أقل القدر من أمورهم حتى عن فرضية الصلاة، ووجوب الحفاظ على إقامتها في وقتها، ولكن التقصير قد يحصل، وسؤال البعض عن حكمه مؤشر جيد على حرصهم على أمور دينهم.

ويفصل موقع مستجاب حكم تأخير صلاة العشاء، سواء أكان بعذر أو بدونه، وللرجال والنساء على السواء، وعلى حسب كان التأخير لمنتصف الليل أو قبل الفجر، من آراء المذاهب الفقهية، وأقوال أهل العلم الثقات.

حكم تأخير صلاة العشاء بدون عذر

جمهور العلماء على أن تأخير صلاة العشاء مستحب، إلا من يرتبط بجماعة يصلي معهم أو يخاف أن ينام لدخول الفجر، ويقولون إن وقت العشاء ينتهي بدخول وقت الفجر، بدليل الحديث الذي ورد في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تفريط في النوم، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها".

واستدلوا في تلك الفتوى بالحديث لما أخر النبي صلاة عشاء ذات ليلة حتى قرب النصف، وفي رواية إلى ثلث الليل، فسأله أصحابه فقال: "إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي".

وهذا في كل الصلوات باستثناء صلاة الصبح، فإن وقتها ينتهي بطلوع الشمس، وهذا مستند العلماء القائلين بأن وقت العشاء يمتد للفجر، لكن يرد عند الجماهير حديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وفيه "أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت العشاء إلى منتصف الليل".

وبالحديث الأخير أخذ فريق من المحدثين، وقالوا وقت العشاء ينتهي بمنتصف الليل، وبعده يكون قضاء، وأجاب الجمهور على هذا بأنه وقت الاختيار المفضل لا القضاء. والخلاصة أن الراجح أنه لقبل الفجر، وعليه يجوز تأخير صلاة العشاء بلا إثم، بعذر أو بدون ما دام تيقن من قدرته على أدائها قبل دخول الفجر، والله أعلم.

وعلى ما تقدم فإن حكم تأخير صلاة العشاء بسبب النوم جائز أيضا، بشرط أن يقوم المسلم فيصليها قبل دخول وقت الصلاة التالية.

ذات صلة: أذكار بعد الصلاة مكتوبة.. ترتيب الأذكار المفروضة عقب السلام

هل يجوز تأخير صلاة العشاء جماعة؟

يستشهد بعض الناس بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام لما سأل عن أحب العمل إلى الله قال: "الصلاة أول وقتها"، وهو الأصل.

ولكن أهل العلم استثنوا صلاتي العشاء والظهر، فالظهر إذا اشتد الحر يمكن الانتظار حتى يهدأ الجو، وعلى هذا دليل مما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم".

والعشاء الأفضل كذلك أن تؤخر دون التفريط بصلاة الجماعة، أي إن اتفق أهل قرية أو محل سكني واحد أن يجتمعوا لأدائها متأخرة ولم يجدوا مشقة فليفعلوا، وأفضلها أن تكون في ثلث الليل الأول، وتصلح كذلك في الثاني، دون ارتباط بتوقيت نصف الليل.

قد يهمك: كيفية سجود السهو في الصلاة.. هل يكون السجود قبل السلام أم بعده؟

حكم تأخير صلاة العشاء ابن باز

فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في رد على سؤال حول تأخير صلاة الفجر، جاء فيها أنه يستحب فعل هذا، وهو أفضل، بشرط ألا يتأخر المصلون على الأداء إلى بعد نصف الليل أو بعد الثلث؛ لحديث من السنة عن النبي: "ووقت العشاء ما لم ينتصف الليل".

حكم تأخير صلاة العشاء عند المالكية

هناك قولان عند المالكية في وقت صلاة العشاء، والأول أنه إلى الثلث، والثاني إلى نصف الليل، والخلاف هنا ليس عن صحة الصلاة ما بين الثلث إلى النصف، بل حول هو هو وقت اضطرار أو جواز.

كما تضعف الأقوال المنسوبة للمالكية بأن أداء الصلاة بعد النصف تكون قضاء؛ لأنه ثبت عن صحابة رسول الله أنهم أفتوا للحائض تتطهر وتصلي قبل الفجر، فاستدل به على أن الوقت ممتد لما قبل الفجر.

حكم تأخير صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر

بعض الناس ممن يأخذون برأي العلماء القائلين باستحباب تأخير صلاة العشاء يعمدون إلى تأخيرها إلى ما قبل الفجر، ويسألون عن حكم تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل، بالتصور أن هذا هو معنى استحباب تأخير صلاة العشاء، فيقومون ويتوضأون لصلاة العشاء ثم يصلون الفجر بعدها مباشرة.

وعلى رأي الجمهور لا حرج، ولكن هناك جمع من الفقهاء على أن وقت صلاة العشاء ممتد من دخولها إلى ما قبل منتصف الليل فقط، ومن صلاها بعد ذلك فهو عندهم قد أداها في غير وقتها، وإن كان الأمر فيه خلاف فالأولى ألا يؤخرها لما يتعدى ساعة انتصاف الليل.

حكم تأخير صلاة العشاء للنساء

الجواب على السؤال المتعلق بالنساء دون غيرهم، ونقصد للرجال، فيه اختلاف واحد مع شمولية الحكم، وهو أنه عندهم أولى.

ويعني هذا أنه إن كانت الجماعة فرض على الرجال فهي ليست كذلك على النساء، فإن لم يشق عليها بتأخير صلاة العشاء كان لها خيرا.

والاختلاف بين الآراء في الحكم فيمن يؤخر صلاة العشاء عن أول وقت دخولها ليس بمربك، وخلاصته أن الجمهور على أنه مستحب، ويمكنك الأخذ بالأحوط أن تصليها قبل نصف الليل، فإن تأخرت عن ذلك لا شيء عليك إن شاء الله.




  • الزيارات : 2029
  • المشاهدات : 2095
  • Amp : 4

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X