بم أهلك الله قوم صالح؟ الريح الشديدة أم الصيحة أم الغرق

أهلك الله سبحانه وتعالى قوم صالح لما كذبوا رسول الله لهم، وقصتهم من أشهر قصص القرآن الكريم، وفيها عبرة وعظة من الخالق سبحانه وتعالى لجميع الناس؛ لأنها تناولت مصير من كذب بآيات الله ولم يؤمن بها.

وقد ورد ذكر قوم ثمود الذين أرسل إليهم نبي الله صالح في 5 سور بالتفصيل، وأقل تفصيلا في 6 مواضع أخرى، وأشير إليها في 10 سور.

ولما ذكر القرآن الكريم الكثير من قصص الأمم والأقوام السابقة وما حل بالمكذبين منهم من عذاب قد يختلط الأمر على البعض بشأن ما أهلك قوم صالح.

ولذا يجيب موقع مستجاب على سؤال بماذا أهلك الله قوم صالح؟ هل بالريح الشديدة أو الصيحة أو الغرق، مع استعراض مختصر لمضمون القصة وفق ما ورد في القرآن.

أرسل الله تعالى النبي صالحا عليه السلام إلى قوم ثمود، الذين كانوا يسكنون منطقة الحجر شمال غرب المدينة المنورة، وكانوا أصحاب قوة عظيمة ونعيم وفير، حيث أتيحت لهم قوة تسمح لهم بنحت بيوتهم في الجبال.

وقد جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، لكنهم لم يتعظوا بهلاك عاد لكفرهم بالله وتكذيبهم هودا عليه السلام، فعبدوا الأصنام من دون الله تعالى، وكان النبي صالح بينهم، فلما جاءه أمر الله عز وجل بالدعوة إلى عبادته حده لا شريك له هاجموه واستهزءوا بدعوته واتهموه بالكذب.

واستمر صالح عليه السلام يدعو قومه إلى عبادة الله تعالى بالترغيب تارة فكان يذكرهم بأنعم الله عليهم من جنات وزروع وقوة، وبالترهيب تارة أخرى فكان يذكرهم بهلاك قوم عاد، لكنهم أصروا على كفرهم، وسلوهم أن يتيهم بمعجزة تدل على صدق رسالته.

أرسل الله لقوم صالح ناقة ضخمة، وأمرهم ألا يمسوها بسوء، وأن يقتسموا المياه معها، فتشرب هي يوما وتدر لبنا وفيرا يكفي القوم جميعا، ويشربون هم اليوم التالي.

آمن بعض قومه لما رأوا معجزته، أما كبراء ثمود فظلوا على كفرهم وطغيانهم، واتفقوا على مخالفته وقتل الناقة، وبالفعل قتلوها.

قال لهم صالح عليه السلام: ابقوا في منازلكم ثلاثة أيام، ثم سيكون هلاككم، وبعد ثلاثة أيام كانت الصيحة العظيمة التي أماتت كل من كفر منهم، ونجا مع صالح من آمن معه.

ذات صلة: المعجزات التي أيد الله بها موسى خلال مراحل دعوته إجمالا وتفصيلا

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود: بسم الله الرحمن الرحيم "ويا قوم هذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب * فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب * فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذيم ءامنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئِذ إن ربك هو القوي العزيز * وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين".