اللقب الذي يشترك فيه نبي الله إبراهيم عليه السلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم

يشترك النبي صلى الله عليه وسلم مع رسول الله عليه إبراهيم في صفة تتعلق بقدرهما عند الله عز وجل، فكلاهما من أولي العزم من الرسل، ونبينا صلوات ربي وسلامه عليه من نسل إبراهيم أبو الأنبياء.

وصفات الرسل وألقابهم التي نتحدث عنها هي أسماء ثابتة لهم ورد ذكرها في الكتاب أو السنة مثل كليم الله موسى وروح الله عيسى وصفي الله آدم.

ويجيب موقع مستجاب على سؤال ما هو اللقب الذي يشترك فيه سيدنا محمد وسيدنا إبراهيم عليهما السلام، والدليل على إطلاق هذا اللقب عليهما من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

اللقب الذي يشترك فيه نبي الله إبراهيم ونبينا محمد عليهما السلام هو خليل الله، والدليل على هذا قول الله تعالى في القرآن الكريم: "واتخذ الله إبراهيم خليلا"، وما ثبت من حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا".

والخليل هو الحبيب الذي بلغت محبته الغاية ولا نعلم أن أحدا وصف بهذا الوصف إلا محمدا صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه السلام، وإنك لتسمع أحيانا بعض الناس يقولون إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله وموسى كليم الله، والذي يقول إن محمدا حبيب الله في كلامه نظر لأن الخلة أبلغ من المحبة فإذا قال محمد حبيب الله فيه نوع من النقص من حق رسول الله عليه الصلاة والسلام لأن أحباب الله كثيرون فالمؤمنون يحبهم الله والمحسنون يحبهم الله والمقسطون يحبهم الله أما الخلة فلا نعلم أنها ثبتت إلا لمحمد وإبراهيم.

ذات صلة: من مقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله إجمالا وتفصيلا

العلماء رحمهم الله قالوا "واتخذ الله إبراهيم خليلا" معناها أي اتخذ الله إبراهيم وليا واتخذ إبراهيم الله خليلا، فالخلة من إبراهيم هي أنه لا يعادي إلا لله ولا يحب إلا في الله، فالولاية في الله والحب والبغض لله، وكلما كان العبد على هذا زاده إيمانا، ومن الله نصرته وتأييده ووقوفه سبحانه وتعالى مع عبده، ولا أدل على هذا من قصة إبراهيم مع قومه ونجاته من النار.

وقال بعض أهل العلم أن الخلة هي المحبة إذا تخللت القلب، فهي أعظم أنواع المحبة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا أحدا خليلا لاتخذت أبا  بكر خليلا ولكني خليل الرحمن".