حكم الجمعة السوداء.. هل يجوز قول black friday والشراء فيها؟

يتكرر السؤال في شهر نوفمبر من كل عام عن حكم الجمعة السوداء الشهيرة في العالم أجمع باسم البلاك فرايدي، وهو موسم سنوي للتسوق تكون فيه أسعار السلع والمنتجات والخدمات أقل بكثير من قيمتها في السوق على مدار السنة.

وعهدت المتاجر والأسواق العربية خلال السنوات الأخيرة على المشاركة في تقليد الجمعة السوداء، فنجد العلامات التجارية المختلفة والتجار يحفزون المستهلك على شراء احتياجاته في تلك الفترة من خلال العروض والخصومات الكبيرة للغاية مقارنة بالتخفيضات التي تكون في أي وقت آخر.

ويثير تحفظ المسلمين أن موعد الجمعة السوداء بعد عيد الشكر المسيحي مباشرة، كما أنه تقليد غربي قادم من أمريكا، وبسبب المسمى الذي يطلق على أفضل يوم في الأسبوع في الإسلام.

ويجيب موقع مستجاب على سؤال ما حكم الجمعة السوداء، سواء قول هذا المسمى أو الشراء والبيع في هذا اليوم والفترة من العام.

حكم قول الجمعة السوداء

منشأ إشكالية تسمية black friday التي تترجم إلى اللغة العربية بالجمعة السوداء أن يوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع، وهو يوم مبارك، وهو اليوم الذي خلق الله تعالى فيه آدم، وأهبط فيه من الجنة إلى الأرض، وتقوم فيه الساعة، وفيه ساعة لا يسأل الله عبد أمرا من أمور الدنيا إلا أعطاه إياها ما لم يكن إثما، وذلك كل جمعة.

وهذا اليوم أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكثر من الصلاة عليه فيه، وقد ثبت أن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه قال: "من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فإذا كان يوم الجمعة فأكثروا من الصلاة علي فإن صلاتكم معروضة علي".

والأمر لا يقف عند الجمعة فقط، بل إن الله عز وجل حرم على كل عبد مسلم أن يسب الدهر، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر".

وأما عن الحكم الشرعي في الأخير -أي سب الدهر- فقد قال أهل العلم إن إطلاق لفظ السواد أو نحوه على اليوم أو مضاعفاته ليس من سب الدهر، حتى لو قصد به الشدة في تلك الفترة؛ لأنه مقيد، وقد ورد ذلك في القرآن في سورة فصلت "في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي".

ولكن هل يعني هذا أن حكم تسمية الجمعة السوداء بهذا الاسم جائز؟ الجواب بالطبع لا؛ لأنه حتى إن لم تكن التسمية بغرض التشاؤم الذي هو محرم في الإسلام، فديننا يستنكر التسميات القبيحة، وثبت أن نهج المصطفى عليه الصلاة والسلام استبدال الأسماء القبيحة بألفاظ مستحسنة، فلا مانع من قول الجمعة البيضاء.

ذات صلة: حكم الشراء من شركة تدعم المثليين مثل شي ان

حكم الشراء في الجمعة السوداء

انتهينا من مسألة التسمية وإطلاق تلك التسمية على خير أيام الأسبوع، فماذا عن الشراء والتجارة في هذا اليوم، خاصة وأن البعض يبتعد عن هذا الاسم تماما ويطلق عليها الجمعة البيضاء.

الجمعة السوداء أو البلاك فرايداي فرصة جيدة من أجل التسوق، وقد يجد أناس في أنفسهم قدرة على شراء احتياجات لا طاقة لهم بتكاليفها في أوقات أخرى من العام، فهل يقف الشرع حائلا بينهم وبين تلك الاستفادة المالية؟

لا مانع شرعا من الاستفادة من عروض الجمعة السوداء وشراء المنتجات في هذا اليوم؛ لأن البيع والشراء حل ما دام موافقا لضوابطه الشرعية، والتي تجدونها في باب المعاملات في كتب الفقه.

اقرأ أيضا: حكم تابي وتمارا.. هل الشراء بالآجل والتقسيط منهما حرام؟

وهناك مجموعة من النصائح التي يجب أن توضع في الاعتبار عند التداول في فترة تخفيضات الجمعة السوداء، خاصة لمن يعملون في بيع المنتجات، فليس من الصحيح أن تعلن عن عروض وهمية مثلما يفعل الكثير من التجار، كأن يقول أن هناك خصومات على المنتج، وهو في الحقيقة رفع السعر الأصلي ليصل إلى القيمة التي يبيع بها في الأيام العادية.

كما أنه على المسلم أن ينتبه إلى حكم البيع بعد نداء الجمعة الثاني، فهو حرام وباطل، بدليل قول الله في كتابه الكريم: "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع".

ونشير أن تخفيضات الجمعة السوداء غير مرتبطة بأصل ديني، ويعود تاريخ تلك المناسبة إلى عام 1869 في الولايات المتحدة الأمريكية حين تضررت الأسواق من الركود في حركة التجارة، فذهبت المحلات إلى تخفيض الأسعار بنسب غير مسبوقة لتقليل قدر الخسائر، وأخذ يتكرر الأمر بصورة سنوية.

ولفظ الجمعة السوداء نفسه لم يظهر في نفس العام، بل جاء عام 1960 وأطلقه رجال الشرطة العاملين بالمرور بسبب تعطل حركة السير لتكدس الجمهور أمام أبواب المتاجر.



  • الزيارات : 1646
  • المشاهدات : 1767
  • Amp : 3

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X