حكم سب الريح معتقدا أنها الفاعلة بنفسها أو أنها فاعلة مع الله تعالى بالتفصيل

يجب على كل مسلم معرفة حكم سب الريح معتقدا أنها الفاعلة بنفسها أو أنها فاعلة مع الله تعالى من الأمور التي يجب على كل مسلم معرفتها؛ من أجل الحذر من الوقوع في هذا الخطأ الكبير، والذي قد يوقع صاحبه في الشرك أو الخروج من الملة، نسأل الله لنا وإياكم الثبات.

وقد يقع أن أحد المسلمين يخرج من بيته متأنقا في كامل زينته وقد لبس أجمل الثياب وتعطر قاصدا نزهة أو وليمة فتقوم رياح شديدة تسقط غطاء رأسه فيتمرغ في التراب مثلا أو تكسو ملابسه بالتراب، فتتأذى نفسه ولا يشعر بنفسه إلا وقد سب تلك الريح.

ولا يقتصر الأمر على البدن وما عليه فقط، فالريح الشديدة والعواصف قد تفتك بالممتلكات وتحدث تلفيات مالية كبيرة قد تصل للمأوى الذي يسكنه الإنسان منا، فهل هذا أمر هيّن أم لا يصح مطلقا؟

ويبين موقع مستجاب الحكم الشرعي في سب الريح معتقدا أنها الفاعلة بنفسها أو أنها فاعلة مع الله تعالى أو لما وقع فيها من شر أو بقصد سب آمرها.

سب الريح إن كان سبا لها لما وقع فيها من شر، فهذا حرام وسوء أدب مع الله؛ لأنه يلزم من ذلك سب الله، ولما كان هذا لا يخطر في قلب الساب في الغالب، ونقصد هنا سب الله سبحانه وتعالى، لا يكون كفرا، وإنما هو حرام.

أما إذا كان سب الريح لأنها الفاعلة والمحدثة لهذا الشر والخالقة والصانعة لهذا، سواء بنفسها أو مع الله تعالى فهو شرك في الربوبية، والحكم أنه شرك أكبر.

وأما إذا كان سبها سبا لآمرها فهذا كفر وليعاذ بالله؛ لأنه سب لله عز وجل، فإن الذي يأمر الريح هو الله.

ذات صلة: دعاء الرياح والغبار والعواصف مكتوب.. ماذا نقول عند هبوب الريح الشديدة أو المطر؟

والسبب في أن سب الرياح الشديدة مع الاعتقاد بأنها الفاعل أو تقوم هذا المقام مع الله عز وجل من الشرك الأكبر، أنه مخالف لتوحيد الربوبية، والذي هو إقرار من العبد بأن المولى سبحانه هو رب كل شيء والخالق له والرازق له والمدبر لأمره، وتدبير الأمر يشمل جميع المخلوقات في الكون حتى الهواء.