حكم دخول غير المسلمين مكة والمدينة.. هل الخادمة استثناء؟

يتكرر السؤال دوما حول حكم دخول غير المسلمين مكة والمدينة، حيث يقع كثيرا أن يفد إلى بعض أهل المملكة العربية السعودية من سكان الحرمين زوار من الأقارب والمعارف ومعهم خدم أو من يشتغلون ببعض أمورهم من أهل الكتاب وغيرهم، أو يرغب سكان البلدين في استقدام خادمة أو سائق ونحوه ممن هم على غير دين الإسلام.

وتتميز مكة والمدينة عن كل بقاع الأرض بأن الإسلام والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى خرجت فيهما، ونزل فيهما القرآن وتشريعات الدين، كما أن بهما الحرم المكي والمسجد النبوي.

واعتاد الناس على مدار قرون ألا يدخل الحرمين إلا مسلم، وحتى مع السماح مؤخرا بدخول بعض الأماكن تم استثناء منطقة الحرم، وهي جزء من المدينة ككل، ويبين مستجاب حكم دخول غير المسلمين مكة والمدينة منفصلا لكل بلد؛ لأن بينهما اختلاف.

حكم دخول غير المسلمين مكة

جمهور الفقهاء على أنه لا يجوز لغير المسلمين دخول مكة المكرمة، واستدلوا على رأيهم بقول المولى سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم". سورة التوبة.

ومن السنة ما استمد منه الجمهور أن حكم دخول غير المسلمين إلى مكة التحريم، فعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلما". وأوصى أمته بقوله: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب". متفق عليه.

أبو حنيفة أجاز دخول غير المسلمين إلى مكة وزيارتها والمرور بها دون الإقامة فيها، والعلة عنده أن معنى الآية الحرم فقط، ومذهب المالكية على أنهم يجوز لهم المرور والاجتياز فقط.

وبعض أهل العلم قال المسجد نفسه فقط وليس كل مدينة مكة، وبعضهم قال الحرم بشكل عام وليس كل مكة، والحرم المكي صغير جدا مقارنة بحجم مكة المكرمة، وإنما هو من المسجد إلى أضاة إلى عرفة إلى التنعيم إلى الحديبية، فهذه حدود الحرم.

وقد اختلف الفقهاء هل هذا خاص بالحرم المسجد المكي أو أي مسجد في الأرض، فبعضهم قال إن المسجد الحرام ذكر لشرفه وتتبعه بقية المساجد لأنها كلها بيوت الله، والبعض قال لا هو خاص به فقط، وهو الأظهر.

ذات صلة: دعاء دخول مكة المكركة مكتوب وماذا يقال قبل الدخول؟

حكم دخول غير المسلمين المدينة 

حكم دخول غير المسلمين للمدينة هذا أحد الفروق بين الحرمين في مكة والمدينة، فالأول كما بيّنا حرام دخولهم فيه على مذهب الجمهور، أما حرم المدينة بإجماع الفقهاء يجوز لغير المسلم دخوله.

وسبب الحكم أنه لا يوجد نص ديني صريح يحرم دخول المدينة لغير المسلمين، وإنما هذا الأمر مفوض إلى ولي الأمر المسلم أين يرى المصلحة، هل يحق لهم أن يدخلوا أو يدخل بعضهم ومن يغلب على الظن أن في دخوله نفعا أو مصلحة تعود على الإسلام أو مصلحة تعود على الداخل نفسه، كأن يسمع كلام الله ويكون هذا سببا في إسلامه، فلا وجد نص قطعي لا في الكتاب ولا في السنة يمنع دخول غير المسلمين إلى مدينة رسول الله.

قد يهمك: دعاء الروضة الشريفة للرجال والنساء وصيغة السلام على النبي

حكم دخول الخادمة المسيحية لمكة

يسأل البعض "هل يجوز دخول العاملة المسيحية إلى مكة؟"، مظنة أن تكون تلك العلة سببا في تغيير الحكم لأنه حاجة قد لا يمكن الاستغناء عنها من قبل البعض.

الشيخ صالح الفوزان في رده على سؤال حول الذين يدخلون مكة ومعهد خادمة أو سائق ويبقون معهم لحين يقضوا عمرتهم قال إن هذا حرام، وأن دخول الكافر إلى الحرم محرم، فيجب أن يبقولهم خارجه، وعلى من يفعل هذا أن يتوب إلى الله تعالى.

اقرأ أيضا: دعاء الخروج من مكة ووداعها بعد العمرة أو الحج

حكم دخول الخادمة المسيحية للمدينة المنورة

لنعود إلى البداية لاستبيان الجواب، قلنا إن هذه مسألة خلافية بين أهل العلم ونقصد دخول الكفار لمكة والمدينة. يقول الله تبارك وتعالى: "إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا".

ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز لهم دخول الحرم، وبعضهم قال لا يجوز لهم دخول المسجد، فمن قال دخول الحرم يقصد به الحرمين المكي والمدني، ومن قال المسجد الحرام المقصود به مكة فقط، وأما غير هذا ومنه المدينة فجائز.

والرأي الثاني والذي يجيز دخول غير المسلمين المدينة المنورة أقرب للصواب، واستدل أصحاب هذا الرأي بأن النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر حياة النبي لما أُسر ثمامة بن أثال، ربطه رسول الله في المسجد، وهو مشرك،  فدل هذا على أنه جائز للمشرك أن يدخل المسجد النبوي فضلا عن المدينة، هذا عدا أنه كان في المدينة يهود يعيشون في عهد المصطفى، وقد مات النبي عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي.

والجمهور على عدم منع دخولها من غير المسلمين، وعليه جواز استقدام خادمة مسيحية أو صاحبة أي ديانة للمكوث في المدينة المنورة.




  • الزيارات : 12423
  • المشاهدات : 13142
  • Amp : 0

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X