حكم صلاة الجماعة للرجال.. فرض عين أم كفاية؟ وواجبة أم سنة؟

فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة على المسلمين، وجعلها الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عماد الدين، ومن المعلوم أن أداء العبد للصلاة في المسجد جماعة أفضل من المنفردة في المنزل، فما حكم صلاة الجماعة للرجال إذا؟

ويأتي سؤال الكثيرين حول حكم صلاة الجماعة في المسجد من باب الحرص على نيل ما فيها من فضل، وإتمامها على الوجه الأكمل، فإن الصلاة إن صلحت صلح العمل كله، نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا سائر العمل.

ويجدر أن نشير أولا أن البعض يعانون من اختلاط الأمور عليهم عندما يتعرضوا لفتاوى في هذا الشأن ويسمعون من البعض أنها واجبة وفرض عين أو فرض كفاية والبعض أنها سنة.

ويقدم موقع مستجاب إجابة على السؤال حول حكم صلاة الجماعة للرجال على المذاهب الأربعة، سواء القادر أو غير القادر، والجمع بين الأقوال أنها فرض عين أو فرض كفاية، وأنها واجبة أو مستحبة أو مباحة أو جائزة.

حكم صلاة الجماعة للرجال في المسجد

حينما نتناول حكم صلاة الجماعة عند الأئمة الأربعة يجدر القول أنه قد وردت عدة أحاديث صحيحة في صلاة الجماعة، حيث اختلف العلماء فيها على ثلاثة آراء.

حكم صلاة الجماعة للرجال فرض عين

الرأي الأول يقول بأنها فرض عين على كل قادر عليها، وبه قال أحمد ابن حنبل، ومع القول بالفرضية هل هي شرط من شروط صحة الصلاة فتبطل بدونها؟ أو ليست شرطا لصحة الصلوات الخمس ولكن في تركها إثم؟

ولا يتسع المقام هنا لتفصيل الجواب عن السؤال ولكن فيه خلاف أيضا فهناك من قال نعم لا تصح إلا به، وهناك من قال لا علاقة بينهما.

ومن أدلة هذا الرأي الذي يقول حكم صلاة الجماعة على الرجال فرض عين  حديث مسلم في رجل أعمى وابن أم مكتوم يحتاج إلى من يقوده إلى المسجد ويستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة في بيته، ولما أذن له أمره أن يحضر للصلاة في المسجد ما دام يسمع الأذان.

وكذلك من الأدلة عن حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في المسجد التي تقول أن الصلاة للرجل في المساجد واجبة، حديث مسلم أن رسول الله عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام قال: "لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حزما من الحطب ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليس بهم علة فأحرّقها عليهم".

ذات صلة: حكم الإتيان إلى المسجد بالروائح الكريهة.. مكروه أم محرم؟

صلاة الجماعة في المسجد للرجال سنّة

والرأي الثاني يقوم أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة عن النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام، أي أن صلاة الجماعة ليست واجبة ، وبه قال مالك وأبو حنيفة وكثير من الشافعية، ومن الأدلة الحديث الذي رواه أحمد وأصحاب السنن: "إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنهما لكم نافلة"، وهي يفيد أن الصلاة الأولى كانت صحيحة والثانية زيادة.

ومن الأدلة حديث الصحيحين: "والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام في جماعة أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام"، الشيخ عطية صقر يشرح أن صيغة التفضيل تدل على أن الصلاة المنفردة صحيحة وأن الجماعة أفضل.

وهذا لا يعني أن تركها والصلاة في البيت سيان مع الجماعة للرجل؛ وهذا لأن صلاة الفرد لا تساوي صلاة الجماعة، والأخيرة أزكى للرجل.

قد يهمك: حكم الصلاة في السيارة والمواصلات للفريضة والنافلة

حكم صلاة الجماعة للرجال فرض كفاية

الرأي الثالث أن صلاة الجماعة فرض كفاية، ويتعين أن تقام في المسجد ولو بعدد قليل، وبه قال الشافعي في أحد قوليه، وكثير من المالكية والحنفية، وهذا الرأي له وجاهته من أنها فرد كفاية على المجموع، وسنة مؤكدة في حق كل واحد منفردا.

وأداء الصلاة في المسجد أفضل من البيت؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تفضل صلاته في بيته وفي سوقه بضعا وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه، وما تزال الملائكة تصلي عليه ما دام في مجلسه الذي صلى فيه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه".

القول الراجح في حكم صلاة الجماعة واختاره الكثير من أهل العلم هذا الرأي الثالث؛ جمعا بين الأحاديث التي يشعر ظاهرها بالوجوب وبين الأحاديث التي تدل على الندب، والجمع أفضل من إهدار بعضها، أي أن صلاة الجماعة واجبة على الرجال كفرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين وجاز لهم الصلاة منفردين.

واعلم أن حكم صلاة الجماعة للرجال والنساء ليس سواء؛ لأن ما قلناه هذا كله في حق الرجال أما صلاة الجمعاة للنساء في المسجد فليست واجبة ولا مندوبة؛ لأن صلاتها في بيتها أفضل، ولو صلتها جماعة في بيتها أفضل.

اعرف: حكم المسح على الشراب في الوضوء وكيفيته الصحيحة

حكم صلاة الجماعة للرجال جائزة مباحة مستحبة واجبة

وهناك سؤال متكرر وهذا نصه، ويظهر منه أنه ضمن تعليم الصغار الأحكام الفقهية في الصلاة أو تابع لأحد المسابقات الدينية.

ويتبين أن الإجابة الأفضل بينها أنها واجبة أو مستحبة لمن يأخذ بأي من الآراء التي استعرضناها، أما الجواز والإباحة فهو في الأمور العامة على الإطلاق التي يباح للعبد فعلها أو تركها دون تفضيل لشيء عن الآخر.

اقرأ أيضا: هل يجوز الصلاة بالفانلة الحملات وما هي شروط صحة الصلاة




  • الزيارات : 6787
  • المشاهدات : 6484
  • Amp : 619

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X