هل يجوز توزيع زكاة المال على الأقارب؟ الحكم لجميع درجات القرابة

فرض الله تعالى الزكاة على كل مسلم حال استوفت أمواله نصابها وتوافرت شروطها، وحدد ربنا مصارفها لضمان وصولها إلى المحتاج إليها بحق، فهل يجوز توزيع زكاة المال على الأقارب والأهل؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فإن مسألة توزيع الزكاة على الأقارب المحتاجين لا تؤخذ بالكلية بل يجب تقسيم الأهل إلى أنواع.

في فضل إعطاء زكاة المال للأقارب

قال الإمام البخاري رحمه الله، حدثنا عبدالله بن يوسف، أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها، ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"، قام أبو طلحة إلى رسول الله فقال: يا رسول الله: إن الله تبارك وتعالى يقول: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال رسول الله: بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين"، فقال: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

وفي هذا الحديث الشريف بيان حكم دفع الزكاة إلى الأقارب فهو مستحب في حالات معينة كما سنوضح تاليا، وكذا فضل إخراج زكاة المال على الأهل، فيقول أهل العلم إن الذي يدفع زكاته إلى أقاربه يكون له ثوابان الأول على حق القرابة والثواب الثاني للصدقة.

ذات صلة: هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت المتزوجة أو المطلقة أو الأرملة أو العزباء؟

وهنا وجه النبي عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام صاحبه بإخراج زكاة ماله على الفقراء من أقاربه، وهذا موافق للهدي الرباني في مصارف الصدقات، يقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم "قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ".

هل يجوز توزيع زكاة المال على الأقارب؟

لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، ومعها دار الإفتاء أوجزتا الحكم من أقوال الفقهاء، والخلاصة أن الإجابة على هذا السؤال يحددها نوع ودرجة تلك القرابة، فهناك صنف لا يجوز دفع الزكاة إليهم، وهذا عندما يكونوا ممن يجب عليك نفقتهم، وهم الأبوين والأبناء وكذا الزوجة، والشريعة الإسلامية هنا ألزمت القائم على هؤلاء بنفقتهم التي تكفيهم.

أما من تجوز عليهم الزكاة ويجوز دفعها لهم هم المستحقين لها من أقاربك الذين لا يتوجب عليك الإنفاق عليهم، ومثالهم عمتك وخالتك وعمك وخالك وأبنائهم والأقارب الآخرين بمختلف مسمياتهم، فيجوز أن تدفع لهم الزكاة.

وأبرز أهل العلم منزلة دفع الزكاة إلى الأهل والأقارب من هذا الصنف، فقد روى الإمام أحمد والترمذي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان، صدقة وصلة".

اقرأ أيضا: هل تجوز الزكاة على الأخ الفقير أو المحتاج؟ الإجابة بالتفصيل

لمن تعطي الزكاة من الأقارب؟

ولمن يسأل عن مصارف زكاة المال للأقارب، كما بينا الأقارب متى كانوا محتاجين فهم الأولى بالزكاة ويجوز إخراجها لهم، كالإخوة والأخوات متى كانوا خارج نفقتك، فلا مانع أن يخرجها المزكي إليهم، ويضاف الأعمام والأخوال والعمة والخالات، وكل من يربطك بصه صلة قرابة.

ويشمل الحكم كل أنواع الزكاة وليس نوع بعينه، حيث يجوز إعطاء الأقارب الفقراء من زكاة الذهب وزكاة المال والزروع وكل مال أوجب فيه المولى الزكاة.

قد يهمك: كيفية حساب زكاة المال وحاسبة نصاب الزكاة بطريقة سهلة

قد يهمك: 8 أصناف من الأموال التي لا تجب فيها الزكاة



  • الزيارات : 1815
  • المشاهدات : 1618
  • Amp : 229

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X