من حكم الابتلاءات التي يبتلي بها الله العبد المؤمن

حكم الابتلاءات التي يبتلي بها الله العبد المؤمن كثيرة يشق علينا حصرها، وقد تختلف من شخص لآخر بحسب ما ابتلي به، إلا أننا يمكن أن نذكر البعض منها الذي يسرى على حالات متشابهة مما يعين المسلم على الصبر عليها.

من حكم الابتلاءات التي يبتلي بها الله العبد المؤمن

أولا: الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة

إن الله تعالى غني عن تعذيب عباده وحاشا له جل جلاله أن يكون هدفه من الابتلاء تعذيب عباده أو إيذاءهم فهو جل جلاله الرحمن الرحيم خلق عباده ليرحمهم ويسعدهم بمعرفته وعبادته، أما هدف الابتلاء فهو الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة الكبرى والمسؤولية العظمى، فحمل الأمانة لا يتم إلا بالمعاناة، وبالاستعلاء الحقيقي على الشهوات، وبالصبر الحقيفي على الآلام، وبالثقة الحقيقية في نصر الله أو ثوابه على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء.

ذات صلة: لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟

ثانيا: الابتلاء يكفر الخطايا والذنوب

الابتلاء يكفر الخطايا والذنوب ويرفع العبد عند الله درجة، ومن خلاله يشهد الله لأهله بأن في دينهم صلابة، وفي عقيدتهم قوة، فهو سبحانه يختارهم للبلاء.

عن مصعب بن سعد رحمه الله عن أبيه رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟ قال: "الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة".

اقرأ أيضا: معنى لا ينهزه إلا الصلاة في حديث صلاة الرجل في جماعة

ثالثا: التمحيص

الله تعالى يمحص الناس في الابتلاء فيظهر نفاق المنافقين وينجلي كذب الكاذبين كما يظهر ثبات الثابتين ويتضح إيمان المؤمنين، قال ابن القيم رحمه الله: إن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته أنه لا بد أن يمتحن النفوس ويبتليها، فيظهر بالامتحان طيبها من خبيثها، ومن يصلح لموالاته وكرامته ومن لا يصلح، وليمحص النفوس التي تصلح له إذا النفس في الأصل جاهلة ظالمة، وقد حصل لها بالجهل والظلم من الخبث ما يحتاج إلى التصفية، فإذا هذب العبد ونقي أذن له في دخول الجنة.

قد يهمك: استخدم البخاري في جمع الأحاديث منهجا علميا فما هي ملامحه؟

رابعا: إظهار آيات الله

يظهر الله تعالى للناس آياته ويبين لعباده عاقبة الظلموالظالمين ويستخلف عباده الصالحين مهما طالت مدة الابتلاء.

إجابة سؤال: رتب البخاري كتابه الجامع الصحيح على أبواب الفقه وضح ذلك.. الإجابة

خامسا: الشوق لله تعالى

الابتلاء في الدنيا يجعلك في شوق للقاء الله تعالى فالدنيا لا تدوم لأحد ولا تستقر على حال، فإذا ما اشتد الكرب وتعاظم الابتلاء اشتاق المؤمن للقاء مولاه، وخرج حب الدنيا من قلبه وتعلق بالآخرة وعمل لها وسعى.

ذات صلة: الدروس المستفادة من غزوة حنين والطائف إجمالا وتفصيلا




  • الزيارات : 4201
  • المشاهدات : 3667
  • Amp : 737

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X