صيام رجب.. حكمه وهل له فضل عن غيره؟

يبدأ شهر رجب ومعه يتكرر التساؤل عن صيام رجب، من أولئلك الذين يقولون لقد تعودنا صيام أيام من شهر رجب وشعبان ويستفسرون عن حكمه وفضله.

ويبين مستجاب من أقوال أهل العلم حكم الصيام في رجب ونقدم الإجابة على سؤال هل صيامه له فضل خاص على غيره من الدهر؟

o

حكم صيام رجب

الجواب ساقه رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف سابقا، الدكتور عطية محمد صقر رحمه الله الذي قال إن شهر رجب من الأشهر الحرم والصيام فيها مندوب كما ورد في حديث الباهلي الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "صم من الحرم واترك" كما رواه أبو داود. إذا فهور مشروع.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغب في صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما في الصحيحين، بل كان منه الترغيب في الصيام مطلقا، فصيام أيام من رجب مندوب لعموم الأدلة.

لكن لم يرد نص صحيح خاص بفضل الصيام في أول يوم منه أو في غيره من أيامه، ومن غير الصحيح من الأحاديث الواردة في ذلك حديث أنس: "إن في الجنة نهرا يقال له رجب ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر" وهو حديث ضعيف.

وأضاف: كذلك غير صحيح أيضا حديث ابن عباس "من صام من رجب يوما كان كصيام شهر ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه أبواب الجحيم السبعة، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية، ومن صام منه عشرة أيام بدلت سيئاته حسنات" وهو ضعيف أيضا كما ذكره السيوطي في كتاب الحاوي للفتاوي.

ومن هذا أيضا ما يتناقله الناس عن فضل صيام أول أيام شهر رجب، أو الحديث عن أن صيام أول رجب سنة.

وأوضح أن الصيام في شهر رجب كله مع شعبان ليكمل بهما مع رمضان ثلاثة أشهر لم يرد ما يمنعه، وإن كان بعض العلماء إن التزام ذلك لم يكن على عهد السلف فهو بدعة فالأولى الصيام بقدر المستطاع مع عدم الالتزام بنذر ونحوه حتى لا يقع الصائم في محظور والله أعلم.

اقرأ أيضا: دعاء اول ليلة من رجب وفضلها وما يقال فيها؟


ما حكم صيام أيام من شهر رجب؟ دار الإفتاء

الرأي السابق يوافق الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء المصرية، التي قالت إنه جائز.

وزادت الدار أن هناك ما يدل على استحباب الصيام فيه مستدلة بحديث ورد عن الرسول الصادق المصدوق عليه وعلى آله وصحبه السلام حين سأل عن صيامه في شعبان، فقال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".

وعليه لا حرج في صوم شهر رجب سواء أيام متقطعة أو متصلة ولها ثواب غيره من الأشهر الحرم.

صيام رجب ابن عثيمين

الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله قال إنه كغيره من سائر الشهور بحيث لا يجوز تخصيص شهر رجب بالصيام، موضحا أن الحديث عن فضل صيام شهر رجب لا أصل له، أو حتى قيام لياليه، على عكس شعبان الذي كان النبي يكثر من الصوم فيه.

والدليل ما قالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما يصوم شعبان" أي في النفل، وكل ما اشتهر بين العامة في فضل شهر رجب لا أصل صحيح له يعول عليه.

ومن هذا أيضا ما يقال في العمرة فهي كما شابهها في غيره.

قد يهمك: دعاء أول يوم رجب.. الصحيح في أدعية دخول الشهر الحرام

تخصيص رجب بالصيام

  • ويوافق ما سبق والذي يحظر تخصيص شيء معين من أيام الشهر ما جاء في كتاب شرح العمدة لابن تيمية في باب صيام التطوع فصل ويكره إفراد رجب بالصوم، نصه كالتالي:
  • قال أحمد في رواية حنبل: يفطر في رجب ولا يشبه برمضان.
  • وقال في روايته: من كان يصوم السنة صامه وإلا فلا يصومه متواليا.
  • وقال في رواية ابن الحكم يروى في صوم رجب عن عمر أنه كان يضرب على صوم رجب.
  • وابن عباس قال: لا يصومه إلا يوم أو أيام.
  • وقال: يروى عن وبرة عن خرشة بن الحر عن عمر رضي الله عنه أنه كان يضرب على صوم رجب وإن صامه رجل أفطر فيه يوما أو أياما بقدر ما لا يصومه كله.
  • وروي عن أبي بكرة: "أنه دخل على أهله فرأى عندهم سلالا جددا وكيزانا، فقال: ما هذا؟ قالوا: رجب نصومه. قال: أجعلتم رجب رمضان؟! فأكفأ السلال وكسر الكيزان".
  • واعتمد أحمد على ما روي عن وبرة عن خرشة بن الحر أن عمر الخطاب كان يضرب أيدي المترجبين حتى يضعونها في الطعام ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية".
  • وعن ابن عمر أنه كان إذا رأى الناس وما يعدون لرجب كرهه وقال: صوموا منه وأفطروا. وعن ابن عباس نحوه

سؤال.. هل الصوم في شهر رجب له فضل؟

إجابة السؤال السابق نستقيها من من حكم صيام أيامه وشعبان التي جاءت في آراء العلماء والأحاديث التي وردت فيه.

وفق ما ذكرنا سابقا ما ورد من أحاديث في هذا الشأن ضعيفة أو موضوعة، فلم يثبت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أن دعا للصيام عند دخول أوله فقط أو في أيام مخصوصة منه، إلا أنه يستحب صيام النافلة في شهور محرم وكذا ذو الحجة وذو القعدة ورجب وقيامها لما للأشهر الحرم من الفضل الكثير.

ونؤكد أن الثابت في الشريعة جواز  الإكثار من الصيام في شهر شعبان في الشريعة الإسلامية لاستحباب صيام أيامه كما اعتاد رسول الهدى أن يفعل وأدلته صحيحة .

ثد يهمك: تهنئة بشهر رجب.. صور وخلفيات بمناسبة رجب

أيام الصيام في شهر رجب

كما تبين فإنه لا أيام محددة يصومها المسلم في شهر رجب، فلك أن تصوم بعض أيام متفرقة أو متصلة، أو تنتق الأيام التي حث رسولنا على الصيام فيها.

وتلك الأوقات بينها يومين الإثنين والخميس للحديث الوارد في السنة عن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول:  "إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم رواه مسلم في الصحيح".

ذات صلة: رجب أي شهر من الشهور الهجرية وموعده بالميلادي

كما يستحب صيام الأيام البيض الثلاثة، لأن فريق من العلماء يمثلون رأي الجمهور من الحنابلة والشافعية والحنفية أنه من السنة.

الدليل عن قدامة بن ملحان رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام أيام البيض ثلاث عشر وأربع عشر وخمس عشر" قال وقال: "هو كهيئة الدهرِ".

o




  • الزيارات : 4410
  • المشاهدات : 3677
  • Amp : 906

i
  • التعليقات
  • الفيس بوك
  • Disqus
    جاري تحميل التعليقات انتظر من فضلك ..

    مواقع التواصل الاجتماعي

    X