دعاء أنس بن مالك رضي الله عنه الصحيح وقصته مع الحجاج

يتداول الناس فيما بينهم دعاء أنس بن مالك رضي الله عنه الذي أول لفظه بسم الله خير الأسماء، ويدعي البعض أنه دعا به على الحجاج بن يوسف الثقفي، مع ادعاء آخر بأن من قاله في كل صباح لم يقدر أحد على إيذائه.

وينشر مستجاب الدعاء عن أنس بن مالك الصحيح مكتوب، والوارد في قصة أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه والحجاج وقول المحققين من أهل العلم فيها.

o

الدعاء الثابت الصحيح كما ورد في كتاب موسوعة تاج الذاكرين فقد أخرج البخاري في الأدب المنفرد صفحة 93 ما رواه عبدالله بن الرومي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن إخوانك أتوك من البصرة وهو يومئذ بالزاوية لتدعو الله لهم قال: "اللهم اغفر لنا وارحمنا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" فاستزادوه فقال: مثلها، فقال: إن أوتيتم هذا فقد أوتيتم خير الدنيا والآخرة.

دعاء انس بن مالك الصحابي الجليل المذكور للتو مما روى البخاري يصلح لمن أراد طلب الرزق أو أي أمر هو من خير الدنيا والآخرة كما يظهر من معناه، والأدعية المتبقية هي محل خلاف وسنبينها بأدلة وأقوال أهل العلم.

اقرأ أيضا: دعاء الرزق مكتوب وأدعية الرزق والواج والسكن

jpg

34 KB

41

اغلاق

تحميل

ورد في بعض الروايات مما حدث عبدالله بن أبان الثقفي أن أنسا رضي الله عنه لما حضرته الوفاة علم دعاء لإخوانه نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه أذى بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، بسم الله على نفسي وديني، وبسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شيء أعطانيه ربي، الله أكبر "ثلاثا"، أعوذ بالله مما أخاف وأحذر، الله ربي لا أشرك به شيئا، عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك، اللهم إني أعوذ بك من شر كل جبار عنيد وشيطان مريد ومن شر قضاء السوء ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم".

قال أهل العلم في دعاء الصحابي أنس بن مالك المنسوب له هذا لم يثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أن تلفظ بدعاء كهذا في حياته، إلا أنه صحيح في معناه كونه مركب من أذكار وأدعية ومن القرآن، كما روى الطبراني بعضا من الألفاظ الواردة به موقوفا على ابن عباس وصححه الألباني.

الشيخ سعيد الكملي في الدرس السابع من شرح كتاب الموطأ للإمام مالك حكى قصة سيدنا أنس بن مالك مع الحجاج، فيقول لما كان في البصرة الحجاج بن يوسف الثقفي أميرا عليها من قبل عبدالملك بن مروان أرسل يطلبه فدخل عليه أنس بن مالك فأراد الأول أن يصغره فقال: إيه إيه يا أنيس للتقليل من شأنه.

قال: إيه إيه يا أنيس يوم لك مع علي ويوم لك مع ابن الزبير ويوم لك مع ابن الأشعث، والله لأستأصلنك كما تستأصل الشأفة ولأقلعنك كما تقلع الصمغة ولأعصبنك عصب السلبة، فقال له أنس: إياي؟، فقال: إياك أعني صك الله سمعك، فقال أنس: إنا لله وإنا إليه راجعون وانصرف.

فكتب أنس إلى عبدالله ابن مروان وقال له: إلى أمير المؤمنين من أنس بن مالك أما بعد فإن الحجاج قد أسمعني نكرا وقال لي هجرا ولم أكن لذلك أهلا، فإنني أمت بخدمتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتي إياه.

فلما سمع ذلك عبدالملك بن مروان استشاط غضبا ودعا إسماعيل بن عبيدالله ب أبي المهاجر وكان مصاحبا للحجاج وقال دونك كتابي هذين واركب إلى العراق وابدأ بأنس بن مالك وقل له يقول لك عبدالملك بن مروان يا أبا حمزة لقد كتبت للحجاج الملعون كتابا إذا قرأه وعرف ما فيه يكون أطوع لك من أمتك.

والقصة السابقة الواردة في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي لم يذكر أن أنسا دعا في هذا المقام بهكذا دعاء.

قد يهمك: دعاء سورة الواقعة مكتوب وفضل قرائتها كل يوم للرزق وقضاء الحاجة

كتاب مفاتيح الفرج لترويح القلوب وتفريج الكروب هو مصدر الحديث الذي ضم دعاء صاحب رسول الهدى أنس بن مالك رضي الله عنه المتقدم "بسم الله خير الأسماء.."، والقصة التي استند عليها بين أنس بن مالك والحجاج بن يوسف نصها ما روي عن عمر بن أبان أنه قال: أرسلني الحجاج في طلب أنس بن مالك رضي الله عنه ومعي فرسان ورجال فأتيته وتقدمت إليه فإذا هو قاعد على بابه قد مد رجليه.

يقول فقلت له: أجب الأمير، فقال أنس بن مالك: من الأمير؟ قلت له: الحجاج بن يوسف، فقال أنس بن مالك : أذله الله تعالى، هذا صاحبك قد طغى وبغى وخالف الكتاب والسنة، فالله تعالى ينتقم منه، فقلت له: اقصر الخطبة وأجب. فقام معنا فلما دخل قال: أنت أنس بن مالك؟ فقال: نعم، فقال: أنت الذي تسبنا وتدعو علينا؟ قال أنس: نعم وذلك واجب عليّ وعلى كل مسلم لأنك عدو الله وعدو الإسلام تعز أعداء الله وتذل أولياءه.

قال له الحجاج : أتدرى لم دعوتك؟ قال: لا، فقال الأول: أريد قتلك شر قتلة، قال ابن مالك: لو عرفت صحة ذلك لعبدتك من دون الله تعالى وشككت في قول الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه علمني دعاء وقال "كل من دعا به في كل صباح لم يقدر أحد على أذيته، ولم يكن لأحد عليه سبيل" وقد دعوت به في صباحي هذا.

قال الحجاج: أريد أن تعلمني هذا الدعاء. قال أنس بن مالك: معاذ الله أن أعلمه أحدا ما دمت حيا. قال: خلوا سبيله. فلما خرج قال له الحاجب: أصلح الله الأمير تكون في طلبه منذ كذا وكذا حتى إذا أصبته أخليت سبيله؟، قال: والله لقد رأيت على كتفيه أسدين كلما كلمته يهمان إلي، فكيف لو فعلت به شيئا؟ ثم إن أنس بن مالك لما حضرته الوفاة علمه ابنه. ونصه ما ذكرنا بداية.

ذات صلة: دعاء سورة ياسين مكتوب لقضاء الحوائج والرزق

أكثر ما يهم فيما سبق صحة حديث النبي وقوله "كل من دعا به في كل صباح.."، فقد ورد في عمل اليوم والليلة لابن السني بلفظ آخر، وفي لفظ مختلف في الدعاء للطبراني، ولكن لم يثبت عن الرسول، وقال البعض إن القصة لا تصح أيضا.

الأحاديث الواردة في هذا الشأن كثيرة ولكنها ضعيفة الإسناد، ولكن دعاء مثل هذا مشروع لأنه صحيح في المعنى، ولم ينهانا المولى سبحانه وتعالى عن طلب ما نريد ونرجو.

ولمن يريد الاستزادة عن الصحابي الجليل هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حراب بن جندب بن عامر أبو حمزة الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الإسلام صلوات ربي وسلامه على آله وصحبه وسلم، أمه أم سليم أتت به النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة فقالت له هذا أنس غلام يخدمك فقبله، وأسلم في سن صغير، خدم المصطفى وشهد الفتوح ثم قطن بالبصرة ومات بها، وقال الواقدي مات سنة 91 للهجرة.